الأربعاء، 12 أغسطس 2015

حــــفـــــلــــة الــــــنـــــبـــــلاء



مكتبة الأساطير 

الكتاب الأول بعنوان

حــــفـــلـــة الــــنــــبــــلاء :- 


بقلم : Mohamed Taha 
.
.
.
.

لقد مرت فترة طويلة جدا منذ أن حلمت حلما كهذا ، في الواقع ظننت إن تلك الاحلام قد إختفت ولن تعود ، ولكني كنت مخطئا تماما ، وعلي مايبدو إنها لاتزال تراودني لتذكرني بأنها لاتزال تؤثر علي حياتي بشكل عميق .


يبدأ حلمي حسبما أذكر في مكان أشبه بالقصر ، حيث كان المكان أبيضا و جميلا و راقيا للغاية ، و كان المكان يتباهي كثيرا بزخارفه الذهبية و لوحاته الفنية التي رسمها أفضل الرسامين في الوجود ، والأرضية المفروشة بالبساط الأحمر الفاخر و النقوش الرائعة عليه كانت كفيلة بجعلي أهلوس من شدة روعة المكان . 

بدأت السير في الرواق القصر و السعادة تغمرني لأبعد الحدود ، حيث وجدت نفسي أغني بأحلي صوت يمكن لحنجرتي غنائه ، و علي غير العادة كانت المرة الاولي التي أحب صوتي فيها ، و من شدة دهشتي وجدت نفسي أغني بعض الأوبرا التي كنت أذوب عند سماعها . 

بعد مسيرتي القصيرة في رواق القصر بدأت أسمع صوتا ، كانت تلك الاصوات عبارة عن بعض الموسيقي تتسلل الي أذني ، تلك الأصوات كانت عبارة عن الالات الموسيقية وهي تعزف في ذروة نشاطها و حماسها و كان الكمان يعتليهم صوتا و شأنا مضيفا الي روعة لحن سحرا غريبا لا اكاد افهمه ابدا .

أيقنت تماما إن هناك حفلة جميلة جدا بإنتظاري في الطابق السفلي، والأجمل من ذلك إنها من نوعي المفضل ، في الواقع لطالما تمنيت حضور حفلة راقية من هذا النوع الكلاسيكي الأوروبي .

بدأت البحث عن سلم النزول الي طابق السفلي ، الي أن وجدته و كدت علي وشك النزول ، ولكن سمعت صوت رجل يصيح من أخر رواق و كان يجري مسرعا بإتجاهي و هو يصرخ قائلا :- 

_: " تـــــــــــــــــــــوقــــــــــــف ، قلت لك توقف ، المعذرة يا سيدي من فضلك توقف " .

كدت علي وشك النزول فعلا ، لولا هذا الخادم المتكبر و المغرور و صاحب الطباع المتغيرة ، وصل هذا الخادم الي و قام بالوقوف امام وجهي و حاول منعي تماما من النزول ، بدأ يلهث و يحاول أن يلتقط أنفاسه لكي يتحدث معي و يعرف من أكون !؟ . 

إستعاد الخادم أنفاسه و نظر إلي نظرة متفحصة من فوق الي أسفل ، لوهلة شعرت و كأنني متشرد و صعلوك نتن دخل الي قصر النبلاء ، فتحدث ألي بنبرة متكبرة جدا و قال :- 

_: " ماذا تظن نفسك فاعلا هنا يا هذا !؟ " 


فأجبته قائلا : " أليس من الوقاحة ألا تعرف عن نفسك !؟ " 

_: " في الواقع أنا لست غريبا عن القصر الملكي بل أنت الغريب هنا ، لذلك السؤال موجه لك و ليس لي ! " 

يا لي من مغفل حقا ، لقد نسيت انني لست صاحب المكان و أنقلبت الوقاحة عليا انا بدلا منه ، فحاولت ترطيب الوضع قليلا لعلي أدخل لحفلتي المنشودة :- 

_: " حسنا يا سيدي ، من فضلك إسمعني ، كل ما أريده هو دخول الي الحفلة فقط و لذلك أنا اعلم انك شخص طيب جدا و سيدعني أدخل للحفلة صحيح ! " 

لقد ترجيته مع إبتسامة عبيطة علي وجهي محاولا جعله يسمح لي بالدخول ، فنظر إلي و أعاد السؤال :- 

_: " لقد قولت من تكون و ليس ماذا تريد !؟ " 

يبدو إن الامور لن تسير علي ما يرام بسبب هذا المتعجرف ، فأخبرته :- 

_: " حسنا حسنا ،  أنا أدعي كارل لورانس ، ولاتقل لي ابدا كيف جئت و كيف دخلت للقصر ، لأنني بالكاد اعرف نفسي " 

_: " سيد لورانس ، انا الخادم أنطونيو في خدمتك ، أنا أفهم رغبتك في دخول الحفلة ، ولكن لماذا هذه الحفلة بالذات !!!؟ " 

ألم أقل لكم إن الامور سوف تزداد تعقيدا بسبب هذا الخادم ، في الواقع أنا الان احتاج لسبب قوي جدا للحصول علي عاطفة هذا الخادم و سماح له بالدخول ، كان عليا حقا التفكير في شئ يجعله ينصاع لي قليلا ، يا تري بما سأخبره !؟ . 

_: " حسنا يا أنطونيو أخبرني من أي دولة أنت !؟ " 

_: " أنني فرنسي سيد لورانس ، و أعتز بكوني خادما فرنسيا لدي الطبقة الأستقراطية الحاكمة في فرنسا ! "   

_: " حسنا يا انطونيو ، أنت تعلم أن الفرنسيين يقدسون الحب و الحب أجمل شئ في الوجود ، والان عليك سماح لي بالدخول لرؤية حبيبتي بالداخل ، هل أنت قاسي القلب لتقف بين الحبيب و حبيبته بهذه القسوة و البشاعة " 

_: " ا...ااا.......اه في الواقع لا يمكنني إيقافك " 

_: " بالطبع لايمكنك إيقافي لأن الشئ الذي تواجهه يا أنطونيو هو الـــــــــــــــــحـــــــــــب " 

تبا لا اصدق أنني لدي ميول للدراما و العشق و الحب ، لقد كانت كذبة بيضاء لأني اعلم ان الفرنسيين يهتمون بهذه الاشياء أكثر من غيرهم ، و لحسن الحظ إنطلت الحيلة عليه تماما . 
و سمح لي أنطونيو بالدخول و أنا علي وشك دخول سحبني أنطونيو مجددا الي خارج فقولت له بضجر :- 

_: " ماذا الان يا أنطونيو !!!؟ " 

_: " أنظر الي نفسك و الي ملابسك ، تبدو كأنه بقرة قامت برفسك ! " 

_: " أنطونيو هل تمزح معي !؟ " 

_: " أخشي انني لا أمزح " 


أخذني انطونيو الي غرفة ملابس و قام بإعطائي ملابس جميلة جدا و قمت بتسريح شعري علي أسرع ما يمكن خوفا من أن تنتهي الحفلة ، ولكن أخبرني بعدها أنطونيو أن الحفلة لم تبدأ رسميا و إنه لايزال لدي وقت ، كما قال لي إنه لايمكنني دخول بملابسي العادية بسبب وجود النبلاء و الأمراء و لوردات و زوجاتهم و بعض الأنسات الجميلات . 

إنتهيت من تجهيز نفسي للحفلة و سألت الخادم " هل أبدو جيدا !؟ " ، فأجاب " بل تبدو اكثر من جيد ، لدي شعور بأنك ستلفت الأنظار نحوك أيها الوسيم " .
خرجت من غرفة الملابس و أتجهت للرواق لكي أنزل من سلم الطابق السفلي ، و بالفعل نزلت خطوة خطوة الي أن وجدت حشدا من النبلاء و الأميرات و كانت كل الأنظار تتجه نحوي و يستغربون و يتسألون من يكون هذا !؟ 

سرت قليلا نحو طاولة الشراب و أخذت كأسا من النبيذ الفاخر ، بدأت أحتسي نبيذي بهدوء و أنا استمتع بالحفلة و الموسيقي الكلاسيكية الرائعة و الجميلة .
تقدمت نحوي فتاة في قمة الجمال و السحر ، ترتدي فستان أحمر بزخرفة بيضاء جميلة و رسوم وردية في قمة الأناقة ، وكان لديها شعرا أشقرا ساطعا كالشمس المنيرة ، وعيونها زرقاء عالجوهرة النفيسة ، تقدمت نحوي و قامت بتحيتي قائلة :- 

_: " مساء الخير أيها السيد النبيل ، أرجوا أنك تستمتع بالحفلة " 



_: " مساء الورد يا أنستي ، حقا إنها حفلة لايمكن تفويتها أبدا " 

إقتربت مني وهي تحمل كأسا من الشمبانيا و تقول :- 

_: " هل سيدي النبيل وجد حبيبته التي يريد لقائها أم ليس بعد " 

واو لقد كان كافيا لجعلي اختنق بكوب النبيذ ، تبا يبدو إنها ذهبت لأنطونيو و سألته عني ، و بالطبع ذلك الفرنسي الأبله أخبرها بقصتي الرومانسية الخرافية ، والأن علي مواجهة ثمن كذبتي . 

_: " في واقع في أنستي انني لم أجد حبيبتي بعد ، ماذا عنك هل هناك روميو في حياتك !؟ " 

فنظرت لي و هي تبتسم قائلة : " ليس بعد ! ، من يدري اين يكون روميو خاصتي ، ربما يكون في حفلة اخري مثل هذه " 

_: " من تكونين يا أنستي !؟ " 

_: " أدعي مــــاري ركـــفـــلـــور ، و أنت !؟ " 

مسكت يدها و انحنيت قليلا و قبلتها و قولت لها : " تشرفنا يا أنستي ، انا الدون كارل لورانس ، في خدمتكي دوما " 

_: " أوه سيد لورانس يا لك شخص لبق جدا ، لابد إنك من طبقة النبلاء فهذا ما يوحي إليه مظهرك ، والان بما إنك في خدمتي هلا شاركتني هذه الرقصة " 

لم أتصور أنني سأنسجم بهذه سرعة فوافقت علي طلبها فورا و مسكت يدها و بدأنا رقصتنا الكلاسيكية الجميلة ، كانت الموسيقي التي تعزف بعنوان ( موسيقي قداس الموتى ) ( Requiem ) ، للعازف الشهير و العظيم فولفغانغ أماديوس موتسارت ، بدأت رقصتنا و هي تنظر عيني في عينيها ، وكانت اللهفة و الروعة تتخبطنا من كل الجوانب . 
كانت نظراتها تسحرني سحرا رهيبا فقالت لي :-

_: " لما لا تخبرني من تكون حقا أيها الخلاب ؟ " 

_: " يا جميلتي حقا لو كنت أعرف من أكون لأخبرتك ، و لكن كل ما أعرفه إنني فقط أريد أن أكون هنا هذه الليلة ! " 

_: " اذا لما لا تخبرني من أي بلاد أنت ؟ " 

_: " أنا من أرض العجائب يا أميرتي " 

فضحكت ضحكة خفيفة تظهر جمال أسنانها البيضاء الساطعة و قالت : " يا لك من شقي سيد لورانس " 

كانت نشوة الموسيقي تجري في عروقي و الرقصة السلسلة تسير في قدمي ، كنت اتسأل هل أنا في الجنة ام ماذا !؟ ، فعلا هذه هي الليلة التي دوما حلمت بها و لطالما اردتها ، ها أنا الان أرقص مع أجمل الجميلات و بأحلي الملابس و المجوهرات ، و أعظم عزف يعزف بجانبي الأن ، أجل أجل هذه هي اللحظة التي لطالما إنتظرتها ! .
  
بعد رقصتنا السحرية التي جعلتنا نطير في الافق البعيد و وصلنا الي قمة الذروة الموسيقية التي جعلت من أرواحنا تندمج بشكل لا متناهي ، و يبدو إنها لعنتي التي لعنت بحق ، و ها قد إنتهت الموسيقي لتنتهي معها رقصتنا الساحرة . 

نظرت اليا ماري و قالت لي وهي تبتسم و عيونها تلمع مثل لؤلؤه وهي تقول لي : " أتعلم يا سيد لورانس ، يبدو إنني وجدت روميو الخاص بي " 

فقولت لها و يدي علي وجهها و أنا أبتسم إبتسامة هادئة : " يبدو إنني وجدت جولييت أيضا ، أشكرك جدا علي رقصة الجميلة ، و أعدك أنني لن أنسي هذه الرقصة أبدا " 

_: " حـــقــــا أتمني رؤيتك مجددا سيد لورانس ، حقا أتمني هذا كثيرا " 

_: " لا يمكنني أن اقول لكي متي سأراك مرة أخري و لكني أعدك اننا سنلتقي مجددا " 

_: " سأنتظر هذا اللقاء سيد لورانس ، سأنتظره بفارغ الصبر ، والان عليا الذهاب فالأمر طارئ و مستعجل "

_: " عمتي مساءا يا عزيزتي ماري " 

_: " أتمني لك أمسية طيبة يا ....يا ... يا روميو " 

و ذهبت عزيزتي ماري و تركتني بعد ان ظهر الخجل و الاحمرار علي وجهها ، ولكني حقا أتمني رؤيتها مجددا ، فهي إنسانة رائعة للغاية ، أوشكت الحفلة علي النهاية و صعد شخص ما يرتدي ملابس فخمة جدا ، وقال " أي شخص يرغب بقول أي كلمة او اي شئ فليتفضل علي المنصة " ، قولت لما لا أجرب حظي ، فالكل شئ يحدث في الكون له مرة أولي .



رفعت يدي الي الاعلي موضحا رغبتي في صعود و إلقاء كلمة علي هؤلاء النبلاء و اللوردات و هذه الطبقة الأستقراطية و اثناء رفع يدي سحبني شخص ما و كان يهمس في أذني " ما الذي تفعله أيها الأحمق !؟ ، ستعرض المهمة للخطر " .

هل قال للتو مهمة !؟ و خطر !؟ ، حسنا هناك شئ ما يحدث و انا لا علم لي به ، لم اكترث و رفعت يدي مجددا و قام بتنزيلها هو الاخر قائلا و يصرخ و ملامح الغضب علي وجهه " قولت لك أيها التافه البغيض لا تعرض المهمة للخطر و لا تلفت الإنتباه !! " ، لسوء الحظ أنني شخصية عنيدة جدا ، و تحب العناد ، فرفعت يدي مجددا قائلا " أرجوك أيها الخادم أريد ان ألقي كلمة " ، فسمح لي الخادم و صعدت علي منصة و كان الرجل الذي حاول منعي للتو يتحلفني و يظهر تعبيرات علي إنه بمجرد خروج من هنا سيقتلني ! . 

صعدت علي منصة و مسكت المايكروفون و بدأ كلامي كالأتي :- 
" أعرف إن بعضكم الان لا يعرفني ، و البعض يتسأل من أكون ، أتعلمون ما الذي يحدد هويتنا نحن كبشر ، إنها افعالنا ، ما نفعله هو ما يحدد بشريتنا و إنسانيتنا و ليست أشكالنا او ملابسنا ، بعضكم الان يجلس هنا و خلفه مشاكل لاتعد و لاتحصي ، وبدل أن يهتم بأمور المملكة و البلد و أن يقوم بحل تلك المشاكل ، يقوم بجلب مؤخرته للحفلات و يرقص مع الحسنوات ، لا أنكر إنني انا ايضا متورط بقدركم و لكن ما أختلف فيه عنكم هو رؤيتي و إهتماماتي " .
" أنا لست من النوع الذي يشرب النبيذ الفاخر كل يوم ، لست من يقوم بإهانة خدمه كل يوم ، لست ذلك نوع من الاشخاص الذي يزج بالفقراء في السجون و المعتقلات السرية ، في الواقع ما اريد إخباركم به أيها النخبة و أيها النبلاء هو اننا يجب ان نتصدي لمثل هذه الأعمال لأجل مجتمع أرقي و أفضل ، و نجعل من الشعب بأكمله من طبقة النخبة و ليس نحن فقط " 

فنهض شخص ما من المستمعين و قال لي بصوت عالي : " اذا مــــــــــــــــــــــاهـــــــو الــــــــــحــــــــــــل !؟ " 

لا أدري كيف أجبته بهذه الاجابة الغريبة و لكني قولت لهم :- 

" سيداتي سادتي الحل هو ذلك النور الذي يقبع في اخر النفق المظلم ، الحل هو نظام قوي علينا القيام به لإنهاء هذه المشاكل ، نظام عالمي يوحد كل القوة الممكنة في العالم لتغلب علي الجوع علي الفقر علي العنف علي الإجرام ، نظام يوفر علينا كل المشاكل الإقتصادية و السياسية و الفكرية ، لن نحتاج لصراع طوائف لن نحتاج لحروب سياسية ، لإننا تحت حكم نظام واحد و ذلك النظام هو النظام العالمي الجديد ، هذا هو النظام و هذا هو الحل ، شكرا لكم أيها السيدات و السادة علي حسن إستماعكم " . 

و نزلت من علي المنصة و أصبح الجميع ينظر لي ، الكل أستغرب في طريقة كلامي ، النبلاء اصبحوا يحدقون بي ، اللوردات نظراتهم علي ، و حتي العازفون توقفوا عن العزف و عم الصمت في كل مكان ، فنهض أحد النبلاء من كرسيه و بدأ يصفق و ثم الاخر و الاخر و بدأ خمسة من النبلاء يصفقون بحرارة و أنتهي المطاف بالجميع يصفق و يهتف و يلقي تحية عليا و معبرين جميعا بحبهم لكلامي و فكرتي الجنونية التي لا فكرة لي حتي كيف إقترحتها . 

ولكني لمحت بضع أشخاص يبدو إنهم مستائين من كلامي و لم يعجبهم الأمر أبدا ، فعلا لم يعجبهم نهائيا ، خرجوا و علامات الغضب علي وجوهم ، عرفت تماما أنني أعلنت الحرب علي نفسي بهذه طريقة ، فجأني ذلك رجل مجددا قائلا :-

_:  " لقد حذرتك يا جاك ، أجل حذرتك و لم تستمع لي ، كما توقعنا بعض أفراد المنظمة كانوا في هذه الحفلة و بكلامك هذا لم تشعرهم بأي إرتياح و الأن علينا مواجهة العواقب ، أقترح أن تهرب من الحفلة فورا لأنهم لايمانعون في قتل من في الحفلة إن أضطر الامر ، عليك هرب يا جاك " . 

لأكون صريحا كلماته لم تشعرني بأي تحسن بل زادت من شدة اضطرابي ، و من جاك و ماذا يقصد هذا الرجل ، ثم لماذا يقول لي المهمة و المنظمة و الخطر و في الاخر يناديني بإسم جاك !؟ 

ما الذي يحدث !؟ أنا لا أفهم أي شئ ، إسمي ليس جاك أنا اسمي لورانس ، ثم ما الذي يهذي به هذا الاحمق ، و لكن أتعلمون يقولون من الأفضل الاستماع للنصائح في الاوقات العصيبة لأنها جيدة .
و بالفعل استمعت للنصيحة و هربت بسرعة من الحفلة ، خرجت من القصر لأجد سيارة تنتظرني و علي متنها شخص يقول لي :- 

_: " إصعد بسرعة اذا كنت تريد النجاة !؟ " 

_: " مـــــــــــــــــاري !؟ ، ما الذي تفعلينه !!!؟ " 

_: " بسرعة أيها الأخرق لقد أفسدت المهمة تماما بعجرفتك ! " 

دعوني أستوعب قليلا لأفهم ما يحدث هل كانت ماري متنكرة في الحفلة أم ماذا !؟ و هل هي جاسوسة ام ما الذي يحدث بحق السماء !؟ و هل إسمها ماري فعلا !!!؟ .
واو يبدو إنني سأواجه ليلة عصيبة جدا عكس ما تمنتها لي تلك الأنسة الجميلة ... 

تحركت بسرعة و صعدت علي متن سيارة و تحركت ماري بسرعة رهيبة و غادرت مكان الحفلة و القصر ، كانت تقود بسرعة تقول لي :- 

_: " أيها الاحمق التافه ، أخبرني هل تتذكر أي شئ عن ماضيك !؟ " 

_: " إسمعي أيتها الجميلة ، ذاكرتي علي أفضل ما يرام و دليل علي ذلك انني قولت لكي سأراك مجددا و لكني حقا حقا لم أتوقع هذه الطريقة أبدا ! " 

_: " كل ماحدث هذه ليلة لم يكن متوقعا تماما ، علي الأرجح إنك فقدت ذاكرتك أيها العميل جاك ، و أصبحت زير نساء فقط " 

_: " تبا يا امراة ، هل تظنيني منحرفا قذرا !؟ " 

_: فالتصمت الأن ، لإن هناك سيارة سوداء خلفنا و لا أظن إنها سيارة صديقة لنا " 

يا للحظ يبدو إن الحياة الجميلة التي لطالما رغبت بها لن تحدث لي ابدا ، و هاهي المشاكل تأتي إلي بنفسها ، و بدأ اطلاق النار من السيارة التي خلفنا و علي الأرجح إن تلك الفتاة الجميلة قد سببت لهم مشكلة ما ، هذا إن لم أكن انا المسبب الرئيسي .

حاولت ماري المراوغة بالسيارة و لكن بلا فائدة فلقد تم ضربنا بالسيارة من الخلف و فقدت ماري السيطرة علي سيارة و اصطدمنا بالشجرة التي علي جانب الطريق و انقلبت السيارة علي الجرف المجاور لنا .

عندما اصطدمت السيارة بالشجرة و انقلبنا علي الجرف ، شعرت بأن الزمن قد التوقفو فقد الاتصال بالزمن الحاضر ولم اعد افكر في المستقبل ، شعرت انني انفصلت عن زمن نهائيا و فقدت الرؤية ، كل ما أراه هو البياض فقط و لم اعد اسمع اي شئ . 

بدأت استعيد وعي شيئا فشيئا لأجد ماري بجانبي فاقدة للوعي و تنزف بعض الدماء علي وجهها ، حاولت تحرك نفسي و الخروج من السيارة ولكن لافائدة ، سمعت احدي الخطوات تقترب ، شعرت بأنهم الاشخاص الذين يلاحقونا ، يا ويلي عليا الاسراع بالحراك و انقاذ ماري .

حاولت فتح الباب و لكن وجدت ان الباب قد فتح بسهولة ، اوه علمت انه ليس انا من فتحه بل الرجل العملاق الذي بالخارج ، فتح الباب و اخرجني و رماني علي الارض ، و أخذوا ماري مني و وضعوها في سيارتهم ، و انا اصرخ " مااااااااااري ماااااااااااااري " ، اوه لا لقد اخذوا ماري مني ، تبا لو فقط كنت حينها استطيع الحراك ! .

حاولت الصراخ و الترجي ولكن لا فائدة ، بدأت استعيد السيطرة علي جسدي و نهضت قليلا و إذا بلكمة كبيرة و قوية تضرب وجهي طرحتني ارضا !! .

يا للهول ! ، ما الذي حصل و من أخذ ماري !؟ ، و ما علاقتي بكل هذا !؟ ، ألم يكن إسمي سيد لورانس و الان اجد ان شخصا يقول لي العميل جــــــاك !؟ كيف و أين و متي !؟ كل تلك الاسئلة تراود عقلي و انا طريح علي الارض و اشاهد تلك السيارة السوداء تغاد و معهم ماري ! .
.
.
.
الي هنا سيداتي سادتي تنتهي قصتنا ، و سيتم كشف هذه الملابسات و الغموض الذي إلتف حول هذه القصة في رواية اليد السوداء ، ترقبوا الفصول القادمة من الرواية اليد السوداء ..
نستودعكم الأن و لقائنا سيتكرر في حادثة جديدة مع قصة جديدة ...
.
.
إذا أردتم سماع الموسيقي للعازف العظيم موزارت ، لمقطوعته الرائعة قداس الموتي ، يمكنكم سماعها من الرابط التالي :-
https://www.youtube.com/watch?v=sPlhKP0nZII
و شكرا لكم ^^
.
.
الـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــنــــــــــــــــــــــهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــايــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة 
.
.
#Light
...............................................................................................................................................................